قد يعبر بعض المراهقين لذويهم أو طبيبهم عن إحساسهم باضطراب الهوية الجنسية. في حين تظهر على الآخرين أعراض لاضطراب الحالة المزاجية أو القلق أو الاكتئاب. وربما يمرون بمشكلات اجتماعية أو دراسية.
لكي نفهم معنى اضطراب الهوية الجنسية بشكل جيد
يجب فهم بعض المصطلحات، منها:
الجنس:
ويشير إلى تشريح الشخص ذكر أو أنثى.
الهوية الجنسية:
ويرمز هذا المصطلح إلى كيفية رؤية الأشخاص لأنفسهم وتقديمها للآخرين من حيث الجنس ويشتمل ذلك على الطريقة التي يرتدي بها الملابس وطريقة الكلام والتصرفات التي إما تشير الى الذكورة أو الأنوثة.
بالتالي فإن اضطراب الهوية الجنسية يعني:
الرغبة القوية في الانتماء للجنس الآخر والإصرار على ذلك بشكل شديد، ويظهر من خلال عدد من الأدلة منها:
كما يجب معرفة أن الأشخاص المصابين باضطراب الهوية الجنسية يعانون من عدد من الآثار النفسية/السلبية منها:
-القلق.
-الاكتئاب.
-الشعور بالذنب.
-الشعور بالعار.
-اضطرابات النوم.
-اللوم وتأنيب الضمير.
-وجلد الذات لبعض الأشخاص.
وتكون هذه المشاعر ناتجة إما بسبب رفض الشركاء أو أفراد العائلة للفرد وقلقهم من العواقب الاجتماعية والمهنية أو نتيجة حث الفرد باستمرار على التلاشي وعدم الظهور بهذا الشكل وشعورهم بالنبذ من أقرانهم وأفراد عائلتهم والمقربين ليهم.
من الجدير معرفته أن ارتداء ملابس الجنس الآخر والتماشي مع تصرفاته لا يعتبر بحد ذاته أمراً خطيراً ولا مرضاً ولكنه يعد مؤشراً على الاصابة باضطراب الهوية الجنسية، وتبدأ الخطورة عندما تتحول هذه التصرفات لتصرفات تؤذي الفرد نفسه أو تسبب الأذى للآخرين وشركاء الحياة خاصة الشركاء الذين لم يمنحوا موافقتهم على مثل تلك التصرفات في العلاقة الجسدية.
** اسباب اضطراب الهوية الجنسية :-
أكدت جميع الأبحاث الطبية والعلمية أن أسباب اضطراب الهوية الجنسي ترجع إلى التركيبة الجينية للإنسان، أو البنية الدماغية المتربطة بالتأثيرات الهرمونية على الدماغ وتحديدًا خلال التكوين الجنين (ما قبل الولادة)، يشير هذا الاضطراب إلى حالة الغضب والنفور من طبيعة الهوية الجنسية التي يولد بها الإنسان، والرغبة في التحول إلى أفراد الجنس الآخر.
بالتقدم الطبي والعلمي تم إثبات أن المخ يحتوي على الخطوط الجندرية، وتكون مسؤولة عن تعريف المخ نوع الجندر (الجنس) الذي يولد به، وأثبت العلماء أن هذه الخطوط تكون مختلفة لدى بعض الأشخاص حيث يشعرون بالانتماء إلى الجنس الآخر، والمعاكس إلى نوع الجنس التشريحي الذي يولد به.
والجدير بالذكر أن أعراض اضطراب الهوية الجنسية يظهر في مرحلة الطفولة، وذلك لأن سلوك الطفل الرضيع الذكر يختلف عن سلوك الأنثى، وتصبح الأعراض أكثر وضوحًا في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل الطفل الذكر الذي يمارس سلوك الأنثى عند اللعب أو التحدث أو تناول الطعام أو طريقة قضاء حاجته وغيرها.
إلى الآن لم يتم تحديد سبب واضح لحدوث اضطراب في الهوية لدى الأفراد، ولكن يعزى السبب إلى أن الأفراد في المراحل العمرية المبكرة قد يقوموا بتجربة ملابس الجنس الآخر عن طريق المزاح او اللعب مع أفراد العائلة؛ مما يحفزهم مستقبلاً لتجربة الملابس مرة أخرى وعند تكرار الأمر لأكثر من مرة فقد يلاحظ الفرد أن هذا الأمر جعله يستثار جنسياً بشكل أكبر مما لو بقي كما هو بملابسه المعتادة والمخصصة لجنسه؛ ومن هنا تبدأ تراوده الأفكار حول ميوله الجنسية الغيرية وحول الهوية الجنسية المحببة له بشكل أكثر.
** اعراض اضطراب الهوية الجنسية والمثلية:-
*أعراض اضطراب الهوية الجنسية لدى الذكور:-
يبدأ هذا الاضطراب بالظهور عند الذكور في المراحل العمرية المبكرة وهو أكثر شيوعاً عند الذكور من الإناث، حيث وجد أن ٣٪ من الرجال قد قاموا بتجربة الملابس الأنثوية ولو لمرة واحدة في حياتهم ولكن قلة قليلة منهم من تكرر معه الأمر وأصبح ارتداء الملابس الأنثوية يعمل على استثارته جنسياً ويحدث تغييرات في سلوكياته، كما يجب معرفة أن الاستثارة الجنسية الناجمة عن ارتداء ملابس معينة تعتبر هوساً بحد ذاتها وعند ارتداء الفرد لملابس مغايرة لجنسه وحين يستمد الرجل المتعة الجنسية من خلال وصف نفسه وتخيله مع شريكه على أنه امرأة؛ حينها يعد الفرد مصاباً باضطراب الهوية الجنسية. إذ يبدأ الذكور من ذوي الميول الجنسية الغيرية بالقيام ببعض السلوكيات التي تتماشى مع جنس الإناث مثل الانشغال والاهتمام الكبير بالأنشطة الأنثوية ومن بعدها يبدأ الصبية بمحاولة ارتداء ملابس الإناث أو -استخدام المواد المتاحة على أنها ملابس نسائية،ووضع الروچ ومستحضرات تجميل للام على سبيل التجريب او اللعب بها ،
*ومن التصرفات السلوكية الدالة على اضطراب الهوية الجنسية عند الذكور .
-الميل إلى اللعب بالألعاب الأنثوية النمطية بشكل مبالغ فيه كاللعب بالدمى،
-كما أنهم يتجنبون اللعب بالألعاب النمطية المعروفة عند الأولاد كالسيارات أو الألعاب الرياضية، كل هذه السلوكيات تكون في المراحل العمرية المبكرة أي عند الصبية من الذكور.
قد تتخذ السلوكيات مجرى أكثر تطوراً مثل التصريح المباشر للفرد بأنه يريد أن يكون فتاة كما
ويحاول التبول كالفتيات ويتظاهر بأن ليس لديه قضيب بين رجليه،
-أما عند البالغين من الذكور فإن اضطراب الهوية الجنسية يصبح واضحاً أكثر حيث يحاول الفرد تبني الدور الاجتماعي للجنس الآخر بكل الوسائل المتاحة وقد تصل الرغبة فيه إلى أبعد من ارتداء ملابس أو القيام بنفس سلوكيات الجنس الآخر،
-فقد يصل الأمر إلى اللجوء للمعالجة الهرمونية(الاستروجين Oestrogen)
وأخذ بالفعل ادويه لتغير هرموناته للانوثه ( كتكبير الثدى كحشوه الثدى ،إزاله شعر الجسم،ترفيع نبره الصوت ).وهكذا -وايضاً وضعيه الجلوس بالجلوس الأنثوي أو الجراحية من أجل أن يكون أكثر شبهاً بالجنس الآخر .
*أعراض اضطراب الهوية الجنسية لدى الإناث:-
من بين كل 100 ألف امرأة من البالغات تظهر واحدة لديها اضطراب في الهوية الجنسية، وهذه النسبة أقل بشكل كبير من الذكور حيث تحاول الفتاة المصابة بهذا الاضطراب منذ الصغر تجنب الارتداء كالفتيات او التزيين، ولا تحبذ اللعب بالألعاب النمطية المخصصة للإناث كالدمى (الباربي) أو حتى لا تفضل الألوان الأنثوية نوعاً ما بملابسها؛ كما أنها تظهر حادة وسلبية تجاه محاولات الأهل أو الأصدقاء لجعلها تظهر كما الإناث الأخرى سواء باللباس أو التزين أو طريقة الكلام والصوت، وقد تصرح بذلك علناً بأنها لا ترغب بأن تبقى فتاة عند الكبر.
-وتميل البنت إلى اللباس الذكورى،
-وقص شعرها وتعمل تسريحات ذكوريه،
-وتلبس كورسيه (تعصيب الثدى) على منطقه الثدى لمحاوله إخفائه لشعورها بالعار بإنها أنثى،
-وايضاً تنزل الچم لعمل فورما لجسدها وبناءً العضلات مثل الولاد.
-وأخذ هرمونات لزياده هرمونات الذكوريه (التستوستيرون | Testosterone)
عندها لخشونه نبره صورتها،وإنبات شعر جسدها.
**كيف يتم تشخيص اضطراب الهوية الجنسية والمثلية؟
لكي يتم تصنيف الفرد على أنه مصاب باضطراب الهوية الجنسية كما ورد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) يجب أن ينطبق عليه ما يلي:
الاستثارة الجنسية المستمرة والكثيفة التي تنجم عن ارتداء قطعة أو أكثر من الملابس التي يرتديها عادة الجنس الآخر.
استمرار هذه السلوكيات لمدة ستة أشهر على الأقل.
أن تؤثر هذه السلوكيات على حياة الفرد اليومية وأن تحدث خلل في وظائفه في المجالات الاجتماعية أو المهنية، مما ينعكس سلباً على صحته النفسية.
المضاعفات
يمكن لاضطراب الهوية الجنسية أن يؤثر في العديد من جوانب الحياة
-ومنها الأنشطة اليومية.
فقد يواجه المصابون باضطراب الهوية الجنسية مشكلات في الدراسة بسبب الضغط المتعلق بارتداء ملابس مناسبة لجنسهم المحدد عند الولادة أو بسبب الخوف من التحرش والتنمر.
إذا وصل الحال باضطراب الهوية الجنسية إلى فقد القدرة على الدراسة أو أداء العمل، فقد يؤدي إلى التسرّب من المدرسة أو البطالة. ومن الشائع في هذه الحالات مواجهة مشكلات في العلاقات.
-وقد يحدث أيضًا القلق والاكتئاب
-وإيذاء النفس .
-واضطرابات الشهية .
-وإدمان المواد المخدرة.
-ايذاء الذات. ومشكلات أخرى.
غالبًا ما يتعرض الأشخاص المصابون باضطراب الهوية الجنسية للتمييز؛ الأمر الذي يزيد التوتر لديهم.
وقد يصعب اللجوء إلى الخدمات الصحية وخدمات الصحة العقلية نتيجة الخوف من نظرة المجتمع والوصم لهم .
ونقص المتخصصين في علاج هذه الحالات.
قد يكون المراهقون والبالغون المصابون باضطراب الهوية الجنسية قبل الخضوع لعلاج تأكيد الجنس أكثر عرضة لمخاطر الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار.
**علاج اضطراب الهوية الجنسية والمثلية:-
لا يعتبر هذا الاضطراب مرض وذلك لكونه يعالج عن طريق بناء سيكولوجيا سليمة للمصاب منذ الصغر أو عند بداية ملاحظة عوارض الاضطراب من قبل الأشخاص المقربين للفرد، ويتم ذلك باستشارة أطباء نفسيين، حيث يتم اللجوء إلى العلاج النفسي بهدف تعديل سلوكيات الفرد وتشجيعه على تقبل الذات؛ وتقبل نوع جنسه ورفع الثقه بالنفس ومن النادر أن يكون ذلك بموافقة الفرد المصاب بالاضطراب بسبب عدم شعوره بالراحة تجاه افصاحه عن هذه المسألة الشخصية، ولكن بالرغم من ذلك يوجد أشخاص لجأوا للعلاج النفسي نتيجة تأثير الاضطراب عليهم من نواحي اخرى كالإدمان أو الاكتئاب. كما يعتبر الشخص المصاب بالاضطراب قد تعافى إذا ما لم تسجل أي حالات في رغبته لتقليد الجنس الآخر خلال خمس سنوات على الأقل. بعض طرق العلاج الأخرى تشمل الدعم الاجتماعي للفرد عن طريق تعزيز قبوله لواقعه الجنسي، وأثبتت هذه الطرق نجاحها في بعض الحالات، وقد كان لها تأثير ايجابي بشكل كبير على الأفراد المصابين باضطراب الهوية الجنسية. بسبب عدم لجوء بعض المصابين من الذكور للعلاج، يتطور الاضطراب بمراحل متأخرة من العمر الى اضطراب جنسي حاد، حيث يحال علاجهم إلى الاطباء النفسيين وأخصائين نفسيين متمرسون فى تلك هذه الاضطرابات بإستخدام العلاج المعرفى السلوكى ، والعلاج الجدلى السلوكى، ومدارس آخرى فى علم النفس وتعليمهم مهارات لحل ذاتهم ورفع ثقتهم بأنفسهم وغيرها من المهارات .
#مروه لطفى #اخصائى نفسى_اكلينيكى