يمكن متابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعى

اضطراب الشخصية التجنبية

  • Posted by: Mostafa aboulazayem

الخصائص السريرية والتشخيص:

ملخص:
اضطراب الشخصية التجنبية (Avoidant Personality Disorder, AvPD) هو اضطراب نفسي يتميز بالخوف المفرط من التقييم السلبي والشعور بعدم الكفاءة، مما يؤدي إلى تجنب العلاقات الاجتماعية والتفاعلات التي تنطوي على احتمالية النقد أو الرفض. يتم تصنيف هذا الاضطراب ضمن مجموعة اضطرابات الشخصية من الفئة “C” في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، التي تتسم بالقلق والخوف.


يشترك اضطراب الشخصية التجنبية في العديد من السمات مع اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder)، حيث يُظهر المصابون بهما أعراض القلق في المواقف الاجتماعية. ومع ذلك، يتميز AvPD بمستويات أعمق من الانسحاب الاجتماعي نتيجة الخوف من الفشل والعلاقات الحميمة. تشخيص الاضطراب يعتمد على وجود نمط دائم من الانسحاب الاجتماعي، والحساسية للنقد، والشعور بعدم الكفاءة يبدأ في مرحلة مبكرة من البلوغ ويؤثر على مختلف مجالات الحياة.

المعدل الانتشاري والمصاحبة المرضية:
تُقدّر نسبة انتشار اضطراب الشخصية التجنبية بـ1.5-6.6% من السكان، وتصل إلى 15-20% في العيادات النفسية، خاصة بين المرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق الأخرى مثل اضطراب القلق الاجتماعي والاكتئاب. يعاني ما يقارب 37-48% من المرضى الذين تم تشخيصهم باضطراب الشخصية التجنبية من اضطراب القلق الاجتماعي المتزامن، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان يجب التعامل مع الاضطرابين كحالتين منفصلتين أو كجزء من طيف مشترك.

العوامل المسببة:
تشير الدراسات إلى وجود عوامل وراثية وبيئية مؤثرة على تطور هذا الاضطراب. من بين العوامل البيئية المؤثرة، يلعب الإهمال العاطفي خلال الطفولة دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة. وتُظهر الأبحاث أن الأسر التي تتميز بنمط “رعاية منخفضة وسيطرة مرتفعة” تزيد من احتمالية تطور هذا الاضطراب لدى الأطفال.

العلاج:
رغم أن اضطراب الشخصية التجنبية يُعتبر من الحالات الصعبة في العلاج، إلا أن العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج بالتنظيم العاطفي (مثل DBT) أثبتا فعاليتهما في تحسين الأعراض. العلاج الجماعي يساعد أيضًا في توفير بيئة آمنة لتعلم مهارات التواصل وتخطي الخوف من التقييم.

خاتمة:
اضطراب الشخصية التجنبية يعدّ من الحالات المزمنة التي تتطلب تدخلات علاجية متعددة المستويات. تحقيق التحسن يعتمد على التشخيص المبكر، والعلاج الملائم، والدعم المستمر. تعدّ الأبحاث الحديثة ضرورية لفهم التداخلات بين هذا الاضطراب والاضطرابات الأخرى، مما قد يؤدي إلى تطوير استراتيجيات علاجية فعّالة.

Author: Mostafa aboulazayem

اترك تعليقاً